23 May
23May

كتب : جبار خماط حسن

الفنان سلام جبار المفكر والمبدع والأكاديمي الفذ، يقدم نصاً بصرياً  ثورياً في تكوينه، متوازناً في بنائه لكنه يخلخل لديك ثوابت سجنت إرادتك باليومي المتكرر الرتيب..

الثورة لها شهداؤها، ولها رموزها، من دون مصالح أو أجندات المنافع الجاهزة، إنها صناعة للتأريخ، سلام وسط بركة العنف الآسنة ..

ألوان تتراوح ما بين الباردة والحارة، لتشكل في وعينا، قصة الشهيد الذي نفقده، ليكون شاهداً على فشلنا !

الرؤوس مطأطأة، وكأنها في لعبة انكسار دائمة، تترك فينا أسئلة لا جواب لها، لأن الجميع فقد القدرة على الإتيان بالإجابات !

ها هو مظفر النواب، يريد شحذ الهمم بنصه الشعري (صويحب)، لكن هول الواقع وفجيعة الفقد لكل غال وعزيز، يجعل الجميع في حيرة دائمة، عيون تائهة، وجوه متشابهة، تشترك في ضياع بوصلة اليقين بالمستقبل !

ما يميز هذا النص البصري، البعد التاريخي- الانثربولوجي، متمثلاً في صورة إشهارية للأمام علي، في أعلى الجدار؛ وجودها قدم لنا مدونة درامية، في غرفة ضيقة تخاف الضوء، وكأن جميع من تواجد في المتن البصري، هم شخصيتان، في أفعال تداولية، تتعدد في وعي الرائي، في مدونة الشهادة الأولى / الإمام علي، وصولاً الى هذا الشهيد المسجى بين أهله.

تكثيف دلالي، نسج في داخلنا شبكة من الدلالات، تعاضدت لتكون متناً إبهارياً، نجح سلام جبار، في إشهاره جمالياً، ليمتد لذة شعورية وفكرية ما بعد التلقي..

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن