كتب – عبد العليم البناء
من جديد يؤكد مبدعو العراق لاسيما مبدعو السينما إمكاناتهم وقدراتهم الابداعية الكبيرة والمؤثرة والمتميزة في المشهد السينمائي في داخل وخارج العراق، فللمرة الأولى وفي سابقة نادرة وفريدة في تأريخ مهرجانات السينما الدولية عامة ومهرجان البحر السينمائي الدولي خاصة، يعرض في حفل افتتاح دورته الثالثة، التي انطلقت مساء الخميس الماضي الثلاثين من تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية فيلم الافتتاح بتوقيع مخرج عراقي هو المخرج المبدع ياسر الياسري، وهو العرض العالمي الأول للفيلم السعودي (حوجن) وهو حدث بالغ الأهمية.
الفيلم مقتبس عن رواية الفانتازيا الأكثر مبيعاً للكاتب السعودي إبراهيم عباس، وتتميز قصته بنسيج يمزج بين عناصر الخيال المستمدة من الفلكلور العربي والمواضيع المعاصرة، فيقدم من خلالها حبكة ساحرة، والذي يُعد وليد التعاون بين عدد من الأطراف التي تساهم في تطوير السينما السعودية، حيث شارك في إنتاجه كل من (إيمج نيشن أبو ظبي) و(إم بي سي ستوديوز) و(فوكس ستوديوز)، وهي ثلاثة من أهم الجهات المعنية بقطاع المحتوى والترفيه في المنطقة.وتم عرض الفيلم بحضور المخرج والممثلين الرئيسيين، وهم: نور الخضراء، براء عالم، نايف الظفيري، العنود سعود، محسن منصور وشيماء الطيب.
حيث تثبت السينما السعودية قدرتها على جذب المواهب من جميع انحاء الوطن العربي على المستويين الإنتاجي والفني. وتدور أحداث فيلم (حوجن) حول قصة جني لطيف يعيش في مدينة جدة، وفي أحد الأيام يكتشف حقيقة نسبه الملكي، فتبدأ رحلة حوجن (براء عالم) لاستعادة حقه الشرعي بينما يحارب قوى الشر في سبيل الحفاظ على التوازن بين عالمه وعالم البشر، وخلال مغامرته، يتعرف على طالبة الطب الشابة سوسن (نور الخضراء)، فتنشأ بينهما علاقة رومانسية غير متوقعة.
ومن جانبه، قال مخرج فيلم (حوجن) ياسر الياسري في تصريحات صحفية: ” قدمت قصة حوجن رواية ملحمية تجمع بين الرومانسية والمغامرة والثقافة، مما جعلها تلقى صدى لدى الملايين في المملكة العربية السعودية وخارجها، وإن صناعة فيلم مقتبس من هذه الرواية المشوقة يعد رحلة استثنائية وإنجازاً بارزاص يحسب لصناعة السينما في المنطقة. كما يعد اختيار الفيلم ليكون أول الأفلام التي ستعرض في افتتاح المهرجان لهذا العام أمراً بالغ الأهمية، حيث يقام المهرجان في جدة المدينة التي بدأت قصة حوجن فيها ولعبت دوراً محورياً في مسار أحداثها."
وأشار إلى أن "نجاح الرواية حمس المنتجين شركة (إيمج نيشن أبو ظبي) و(إم بي سي ستوديوز) و(فوكس ستوديوز) لتقديم فيلم مقتبس منها، تواصلوا معي وأرسلوا لي في البداية الرواية وعندما قرأتها شعرت أنها فرصة لن تتكرر، مثل هذه النوعية من الأفلام تأتي في العمر مرة خاصة أن السينما العربية نادراً ما تتطرق للموضوعات الفانتازيا في أفلامها، بدأت العمل على الرواية لكي أدرس سر نجاحها ونقاط القوة بها وكتبنا السيناريو وبدأنا رحلة التحدي لإنتاج (حوجن)".
وأوضح الياسري "من البداية الرواية تمت مراجعتها قبل طرحها، وبالنسبة لنا أخذنا تصريح الفيلم في السعودية ومصر وبالتأكيد هناك مراجعة، ونحن في الفيلم نناقش حقيقة أصلها ديني لكن لم نتناوله دينيا، بالنسبة لنا هو حقيقة موجودة في عمق تراثنا وثقافتنا استخدمنا الحقيقة الموجودة في ديننا وبنينا عليها القصة".
وأكد الياسري" يُعد عرض فيلم (حوجن) تكريماً لرحلتي ولثقافة جدة المفعمة بالحياة وتاريخها العريق التي ألهمتنا بشكل كبير. نحن فخورون للغاية بما صنعناه معاً..". فيلم (حوجن) من كتابة: ياسر الياسري وإبراهيم عباس وسارة طيبة وحسام الحلوة، ومن إنتاج: ماجد الأنصاري (زنزانة) وسعد البطيلي (كرز). وتم إنتاج الفيلم من قِبل ياسر الياسري عبر شركته للإنتاج (أكس برودكشنز) ونشر الرواية عبر دار “يتخيلون للنشر والتوزيع” التي أسسها: ياسر بهجت و إبراهيم عباس.
الجدير بالذكر أن ياسر الياسري مخرج سينمائي عراقي معروف باعماله المختلفة والتي تنوعت ما بين السينما والتلفزيون والفيديو كليب، لطالما كانت أعماله مصحوبة بفكر جديد ومختلف واستخدام جديد للتقنيات الحديثة. في السينما افلامه شاركت في أهم المهرجانات العالمية ونالت جوائز عديدة ومختلفة، وفي الفيديو كليب يعتبر أحد رواد الفيديوكليب في الوطن العربي بمسيرة طويلة منحته لقب أفضل مخرج عربي للفيديو كليب ثلاث مرات.
اولى اسهاماته السينمائية كانت في عام 2012 مع فيلم (ضوء دامس) والذي شارك في أكثر من 30 مهرجاناً سينمائياً على مستوى العالم أهمها كان المهرجان المرشح للأوسكار مهرجان ترايبكا السينمائي، بعدها توالت أعماله المختلفة بين الفيديو كليب والمسلسلات التلفزيونية مثل مسلسل (ما أصعب الكلام) والذي عُرض في أهم القنوات العربية مثل إم بي سي، وفي عام 2014 وبعد توقف أكثر من ربع قرن كان الياسري مخرجاً للإصدار الجديد من برنامج الأطفال الأشهر عربيا ًأفتح يا سمسم، بعدها وفي عام 2018 أطلق الياسري فيلم (شباب شياب) بطولة سعد الفرج وسلوم حداد ومنصور الفيلي الفيلم الذي لاقى نجاحاً لافتاً وعرض في أهم المهرجانات السينمائية في العالم ونال جوائز كافضل فيلم وكتب عنه النقاد بشكل كبير جداً، وفي سابقة لم تحدث لفيلم عربي من قبل قامت المجلة الأمريكية المرموقة هوليوود ريبورتر بعمل عرض خاص للفيلم في هوليوود دعت اليه أهم المهتمين بالسينما العالمية، وكان الفيلم هو الفيلم الخليجي الأول الذي يعرض في السعودية بعد افتتاح السينمات هناك، وفي عام 2019 أطلق الياسري فيلمه المصري الأول (122 ) وهو فيلم رعب نفسي وإثارة بطولة طارق لطفي واحمد داوود وامينة خليل واحمد الفيشاوي، والفيلم كان أول فيلم في تاريخ السينما المصرية يعرض بتقنية 4DX وحقق الفيلم إيرادات عالية في مصر والوطن العربي وبقي متصدراً لشباك الإيرادات في مصر لمدة شهر كامل، كما أصبح الفيلم الأول عربياً في التاريخ الذي يدبلج إلى اللغة الأوردية ويعرض في باكستان، وللياسري إيضاً اسهمات في الإنتاج حيث قام بإنتاج أعمال كثيرة منها المسلسل الإماراتي (على قد الحال) والمسلسل الخليجي آخر المطاف.
وحاز على العديد من الجوائز ومنها:جائزة أفضل فيلم في مهرجان ريهوبوث السينمائي في أمريكا لفيلم (شباب شياب) 2018، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان منيابولس الأمريكي عن فيلم (شباب شياب) 2018 ، وجائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم عن فيلمه ضوء دامس (فيلم) 2012، وجائزة أكبر انجاز من مؤسسة توفورفيفتي فور سنة 2013، وأفضل مخرج عربي حسب استفتاء مجلة نادين اللبنانية سنة 2011،أفضل مخرج عربي حسب استفتاء مجلة الصدى 2011، وأفضل مخرج خليجي حسب استفتاء مجلة سيدتي2008، وغيرها الكثير..