كتب – عبدالعليم البناء
يشهد المسرح الوطني في قلب العاصمة بغداد دار السلام والحب والجمال والحضارة والابداع، وتحت شعار (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد) وبرعاية كريمة من لدن رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، وحاكم الشارقة عضو المجلس الأعلى لدولة الامارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتحت شعار (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد) تنعقد الدورة الرابعة عشرة في تمام الساعة الخامسة عصر اليوم الأربعاء العاشر من كانون الثاني يناير الحالي بحضور عربي كبير من مختلف البلدان العربية التي يلتئم شملهم جميعاً في هذه الدورة الفارقة والمغايرة شكلاً ومضموناً من مهرجان المسرح العربي، الذي تقيمه وزارة الثقافة والسياحة والآثار ونقابة الفنانين العراقيين ودائرة السينما والمسرح بالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح، للمدة من العاشر ولغاية الثامن عشر من كانون الثاني يناير 2024، وفي هذا اليوم (اليوم العربي للمسرح ) يحتفل المسرحيون العرب من جناحه الشرقي الى جناحه الغربي لتكون بغداد قلب الحدث والمركزالمسرحي العربي، كما هو ديدنها منذ الأزل ، حيث وقع اختيارالهيئة العربية للمسرح على الفنانة اللبنانية الكبيرة نضال الأشقر لكتابة وإلقاء رسالة اليوم العربي للمسرح لهذا العام في حفل الافتتاح الذي يعد العرس المسرحي العربي الكبير، والذي سيكون إيذاناً للجمال والابداع المسرحي العربي المشع من عاصمتنا العريقة بثقلها الحضاري والتاريخي الكبير، فهذه الدورة ستكون أكبر دورات مهرجان المسرح العربي منذ انطلاقته، إذ سيشارك فيها ما أكثر من 600 مسرحي من العراق وبقية الوطن العربي وبعض دول العالم، لتكون هذه الدورة هي الأكبر والأضخم عدداً وفعاليات جادة على مدار الساعة لتسعة أيام وستشهد العديد من الفعاليات والبرامج والأنشطة المتنوعة تمتد من الساعة العاشرة صباً وتستمر لغاية الثانية عشرة ليلاً.
من أبرزها حفل الافتتاح الذي يخرجه المنسق العام للمهرجان الدكتور جبار جودي نقيب الفناني العراقيين ودير عام دائرة السينما والمسرح ، ويسبقه وضع إكليل من الزهور على تمثال رائد المسرحي العراقي الفنان الراحل الكبير الأستاذ حقي الشبلي في باحة المسرح الوطني، ويليه تقديم ستة وثمانين فناناً عراقياً عملاً فنياً بعنوان (مقامات الحب والسلام) من إخراج الفنان ضياء الدين سامي، كما ستلقي الفنانة اللبنانية نضال الأشقر من كتابتها رسالة اليوم العربي للمسرح ، كما سيشهد حفال الافتتاح كلمات عدة سيكون من بينها كلمة دولة رئيس الوزراء والمهندس محمد شياع السوداني وكلمة وزير الثقافة والسياحة والاثار الدكتور أحمد فكاك البدراني، وكلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ اسماعيل عبد الله، وكلمة نقيب الفنانين العراقيين مدير عام دائرة السينما والمسرح الدكتور جبار جودي، إضافة الى تكريم ثلاثة وعشرين مبدعة ومبدعاً من القامات المسرحية العراقية، وتكريم الفائزين بمسابقات الهيئة العربية للمسرح.
ويشارك في هذه الدورة عشرون عرضاً مسرحياً، تأهل للمهرجان في تنافس عال، وتنم عن تجارب وحساسيات فنية لافتة، منها ثلاثة عشر يتنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لعام 2023، وسيكون عرض (ميترو غزة) من فلسطين الذي سيقدم في الساعة الرابعة من عصر اليوم الأربعاء في مسرح الرشيد أول العروض التي تقدم في المهرجان ليؤكد أن غزة ونضالات شعبنا الفلسطيني هي رأس الحربة في هذا المهرجان الذي سيشهد في اليوم نفسه وفي العاشرة ليلاً ندوة خاصة بعنوان (المسرح والمقاومة الثقافية فى فلسطين) وفيها تستعرض نماذج من تجارب المسارح الفلطينية في جنين ورام الله والقدس وبمشاركة الفنان العراقي الكبير جواد الشكرجي الذي سيقدم قراءة معبرة لقصائد فلسطينية وتنظم في في قاعة قرطبة بفندق المنصور. تشهد الدورة مجالاً فكرياً ينظم على مدار ثمانية أيام، يشهد مؤتمراً فكرياً موسعاً يشارك فيه ما يزيد على مائة وستة وثلاثين باحثا وفناناً.
وندوة خاصة بالمسرحيين العراقيين المهجريين تحت عنوان (التأثر والأثر) ويشارك فيها ثلاثة عشر فناناً عراقياً من حول العالم.وندوة محكمة للمرحلة النهائية للمسابقة العربية للبحث العلمي المسرحي للعام 2023 تحتضنها كلية الفنون بجامعة بغداد بحضور لجنة التحكيم والمتنافسين وأساتذة الكلية وطلبتها.
وتكريم أربعة وثلاثين من الفائزين في مسابقات الهيئة العربية للمسرح فى التأليف والبحث العلمي بأعوام 2020 - 2023 في حفل الختام. المهرجان سيشهد توقيع عشرين كتاباً أصدرتها الهيئة خصيصاً بمناسبة المهرجان لباحثين ومبدعين عراقيين لتشكل إضافة هامة لمكتنز الإصدارات المسرحية العربية، فضلاً عن إصدارها بملحق خاص عن مجلة المسرح العربي الشهرية بمناسبة إنعقاد المهرجان وتنظم الهيئة (الاستوديو التحليلي) كشكل جديد للمجال النقدي للعروض، حيث الرؤي والنقاشات والتحليل بين النقاد المختصين وصناع العمل والذي سيتم في استوديو مجهز خصيصاً. وتبث وقائع الاستوديو التحليلي على الهواء مباشرة.
ويشهد المهرجان نشاطاً إعلاميا كبيرا من خلال مركز المؤتمرات الصحفية الذى سيشهد إشعاعاً إعلامياً مرئيا ومسموعا ومكتوبا وإلكترونياً على مدار الساعة وعلي منصات ومحطات محلية وعربية وغير عربية، إضافة الى إصدار نشرة يومية من أربع وعشرين صفحة بطباعة فاخرة وبالالوان تواكب فعاليات المهرجان من جميع جوانبها ويحررها كادر صحفي احترافي.
ومعرض لاصدارات الهيئة العربية للمسرح في مسرح الرشيد يضم أكثر 300 كتاباً بضمنها75 كتاباً لباحثين مسرحيين من العراق. ثلاثة مسارح ،الرشيد، والمنصور، والوطني، إضافة لتسع قاعات تحتضن فعاليات المهرجان على مدار تسعة أيام، وقد تمت زيادة أيام المهرجان في هذه الدورة لتصبح تسعة بدل سبعة إنسجاماً مع التوجهات المشتركة للشركاء فى تنظيم هذه الدورة.حيث تجري فعاليات المهرجان على مدار ستة عشر ساعة يومياً، تبث جميعها علي الهواء مباشرة.
وهناك مسرحيون من إحدى وعشرين دولة عربية يشاركون في المهرجان. وجيبوتي والصومال تحضر للمرة الأولى. وصرح إسماعيل عبدالله أمين عام الهيئة العربية للمسرح بمناسبة الإعلان عن فعاليات المهرجان في دورته الرابعة عشرة بقوله: إنه المسرح مشعلنا حين يدلهم الظلام ينير لنا الطريق، وهو موعدنا السنوي الذي أصبح مرتكزاً مهماً لتحقيق شعارنا الدائم "نحو مسرح عربي جديد ومتجدد" ولنصل إلي المسرح الذي دعا إليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مدرسة للأخلاق والحرية، مهرجاننا ومسرحنا بمثابة الإعلان عن جدارة أمتنا بالحياة، وعن قدرة مبدعينا على قيادة التنوير واجتراح الجديد، مسرحنا مسرح ملتصق بقضايا أمته ويعمل على النهوض الحضاري لها. وفي كل عام يمضي المهرجان قاطعاً شوطاً جديداً والأفق الرحب في انتظار مواعيدنا الجديدة.
وأشاد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبد لله، اليوم السبت، بتنظيم الدورة الرابعة عشرة من مهرجان المسرح العربي على أرض العراق.
وقال عبد الله، لوكالة الأنباء العراقية (واع): "نراهن على الدورة الرابعة عشرة من مهرجان المسرح العربي، لنقفز إلى ساحات أوسع ونجاحات أكبر ونحن عازمون على تحقيقها"، مضيفاً: "نستخلص العبر.. دورة تلوة أخرى؛ بحيث نعمق الحسنات ونصحح ونقوم مسار السلبيات؛ كي يبقى المهرجان حاضراً ينبض بالإبداع المسرحي العربي، إلى العالم، راهناً ومستقبلاً".
وأشاد، بـ"تنظيم الدورة الرابعة عشرة من مهرجان المسرح العربي على أرض العراق العريق، بحضوره التاريخي والمسرحي"، مردفاً بالقول: "لا أبالغ عندما أقول عشنا شوقاً باتجاه الوصول إلى موعد انطلاق الدورة في العراق؛ لما له من خصوصية، قادمون لرد الدين والجميل الذي نحمله في أعناقنا لرواد المسرح العراقي.. نساءً ورجالاً.. أسسوا معرفتنا ووعينا المسرحي".
وتابع: "ستكون غزة حاضرة بقوة في هذا المهرجان، وهناك عرض خاص بعنوان "مترو غزة" يوم الافتتاح وندوة خاصة عن مسرح المقاومة الفلسطيني، تشارك فيها أطياف من مسرحيي الأرض المحتلة".وختم قائلاً: "غزة حاضرة في قلوبنا وفلسطين متجذرة في أعماقنا والمسرح سلاح بيد المقاومة، حاملاً قضايا الأمة".
الجدير بالذكر أن المسرح العراقي الذي كان حاضراً بقوة في جميع دورات مهرجان المسرح العربي والمشارك الفاعل من خلال صناع الجمال من مبدعيه بكل تمظهراتهم وتجلياتهم على أصعدة العروض المسرحية والتأليف والتمثيل والاخراج والبحوث والدراسات والمسابقات ولجان التحكيم وكتابة رسالة اليوم العربي للمسرح وغيرهاالكثير تكللت عطاءات وجهود مبدعيه بقرار الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح، بعقد الدورة الرابعة عشرة لمهرجان المسرح العربي عام 2024 بالعاصمة بغداد، وقد تسلم نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي ملف الدورة هذه الدورة، في ختام الدورة الثالثة عشرة التي انعقدت في مدينة الدارالبيضاء مطلع العام2023.
وكانت لحظات لاتنسى ازدانت بثناء وتقدير وفرحة المسرحيين العرب بهذا القرار التاريخي لاسيما حين صعد الوفد العراقي بالكامل على خشبة المسرح فرحاً باختيار دولة العراق لتنظيم الدورة الرابعة عشر التي نعيش لحظاتها المشعة والفاعلة طوال تسعة ليل يوقد فيها المسرحيون العرب قناديل ابداعاتهم التي لن تطفيء مصداقاً للمقولة الخالدة لسلطان الثقافة والمبدعين الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي "نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة" .