19 Feb
19Feb

لفت انتباهي صديق الى تظاهر الخريجين من فرع الاثار في الجامعات العراقية مع المتظاهرين الذين يطالبون بالتعين , هذه الشريحة المنسية , واعتقد ان اعدادهم ليست كبيرة رغم ان البلاد تضم الاف المواقع الاثرية وكلها بحاجة الى الاثارين في التنقيب عن الاثار وتمتد الى عناوين الدليل السياحي  وخير  من يقوم بهذه المهمة  هؤلاء الخريجون , اذ يتحصنون بالمعلومات الوافرة عن المواقع الاثارية والسياحية والعلمية بعيدا عن الادعاء والمزاعم والسرد الذي لا يستند الى دليل .

هؤلاء الخريجون شباب مسلحين علميا يمكن ان يقدموا شرحا مفصلا لواجهة البلد الحضارية ويمثلوها خير تمثيل , اي انهم طاقات علمية للاسف معطلة عن اداء دورها سواء في تدريس تاريخ العراق القديم  وحضارته للأجيال  والتعريف به  كما هو والحفاظ على يستنبط من كنوز باطن ارض .

من الظلم ان لا يجد هؤلاء فرصة عمل في اختصاصهم بعد دراسة لسنوات وتعب ويكونوا مع العاطلين في حين هناك حاجة لهم في المواقع الاثرية والمتاحف.

لو جرى التخطيط  في القبول بالجامعات  وفقا للحاجة والقدرة على الاستيعاب لما كان هناك فائض في اعداد الخريجين من خلال القبول المركزي  واضافتهم الى جيش  العاطلين وخلق مشكلة واضطرارهم الى التظاهر للمطالبة بالتعين ,

الواقع لا توجد احصاءات عن الحاجة واعداد المقبولين سنويا في الكليات وما يتم تعينيهم سنويا في مديريات السياحة والمواقع الاثرية, المسالة متروكة على عواهنها وللأساليب الملتوية ولما يسمى بالشطارة والانتماء الى الاحزاب السياسية النافذة التي تمكن المتخرج من الحصول على فرصة عمل باختصاصه ومن دونه.

ان حصر اعداد القبول في بعض الكليات حسب الاختصاصات  وفقا لمقتضيات توفر امكانات العمل بعد التخرج  اصبح ضرورة كي لا نزيد كم العاطلين ونضيف عبء على الحكومة ويثقل عليها .

ان اعادة النظر في اعداد المقبولين او غلق بعض الفروع وبالتالي تحديد مخرجات بعض الكليات لتواكب التطور وامكانات التوظيف في الدولة مسؤولية وطنية يستلزمها امن المجتمع واستقراره , فليس من الصعوبة تحديد ذلك والعمل به لضمان حقوق المواطنين .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - جريدة المواطن