كتب : عزالدين المانع
لقد بادر السيد محمد شياع السوداني منذ توليه مهمه رئاسة مجلس الوزراء على معالجة العديد من الظواهر السلبية التي تبتز المواطنين وترهقهم ، ومنها على سبيل المثال توجيهاته لانهاء حالات قطع التيار الكهربائي في بداية ونهاية كل شهر ، والوقوف على اسبابها وقطع دابرها ، مؤكدا على ضرورة تعامل المسؤولين ميدانيا مع القضايا الملحة للمواطن العراقي !!
كما وجه المعنيين بالمحافظات على متابعة التسعيرة التي يفرضها اصحاب المولدات شهريا والتي طالما تفوق حدود المعقول وعدم فسح المجال لابتزاز المواطنين سيما وان وزارة النفط ـ كمايدعي الناطق باسمها ـ تواصل عمليه تجهيز اصحاب المولدات بالحصة الوقودية وبالسعر المخفض واصحاب المولدات ـ الخاصة ـ يدعون عدم حصولهم على هذه الحصص المخفضة !!
واخيرا ومع ارتفاع درجات الحرارة الصيفية وتصاعد حدة الانقطاعات المتكرر في التيار(الوطني ) شددت التوجيهات على ان لايزيد سعر الامبير الواحد عن (عشرة الاف دينار ) وانذرت اصحاب المولدات بمصادرة مولداتهم ومعاقبتهم .. وبرغم التزام عدد محدود جدا بهذه التوجيهات فأن الاخرين اصروا على تمردهم ورفعوا الاسعار الى الضعف ، كما حصل في المحلة 829وفي الشارع (16) القريب من مركز شرطة البياع وغيرها من المواقع .. وهناك من راح يتعامل مزاجيا في تسعيرته ،يفرض على بعض المشتركين الزيادة ويخففها عن الاخرين ، متحديا التوجيهات الحكومية .. واخيرا شكل عدد من اصحاب المولدات (نقابة لتدافع عن جشعهم وعدم التزامهم ، وتطالب الدولة بـ (حقوقهم ) وزيادة حصتهم من الوقود ، وعدم الزامهم بالتسعيرة الشهرية التي توفر لهم الفائدة المنشودة كما يزعمون !!
وبالتالي .. وبدلامن ان يتمتع المواطنون بتوجيهات مجلس الوزراء ومتابعة رئيس المجلس بالذات والتخفيف من معاناتهم .. (زادوا الطين بلة ) وراح معظم اصحاب المولدات يتباطأون بالتشغيل ويكررون عمليات القطع بين الحين والاخر مما يؤدي الى عطل بعض الاجهزة المنزلية ، اضافة الى تحكمهم بفرض التسعيرة التي يحددونها هم وليس غيرهم !!
وعموما .. فان هذه المحنة ستظل قائمة ،ولايمكن للدولة ان تعالجها الا (بعد عودة الحياة الى المنظومة الكهربائية ) التي دمرتها القوات المحتلة قبل اكثر من عقدين ، وامتصت المزيد من (مليارات الدولارات ) التي خصصت لاعادة بنائها وادامتها .. وعلى وزارة الكهرباءبالذات ان تتحمل المصاريف التي يسددها المواطنون من لقمة العيش مضطرين ، اسوة بتلك التخصيصات الهائلة التي هدرت منذ الاحتلال وحتى الان على شركات وهمية وجيوب الفاسدين ليس الا !!