من غير المعقول أن تتخذ إحدى الجامعات الأهلية أو الكليات المسائية قرارا مفاجئا يقضي برفع أجور الدراسة بنسبة قد تزيد على ( 15 أو 20 ) في المائة وبدون سابق إنذار , وتشمل بهذه الزيادة كافة الطلبة وفي جميع مراحل الدراسة دونما استثناء , ولم تقتصر على طلبة السنة الأولى فحسب , حتى يكون الطالب أو ولي أمره على بينة من أمره , ويحسب حساباته بشكل لا يؤثر على معيشته واحتياجات أفراد أسرته ..
ربما تكون الجامعة أو الكلية الأهلية أو المسائية الحكومية مضطرة لاتخاذ مثل هذا القرار المفاجئ لمواكبة موجة ارتفاع الأسعار وعدم استقرار سعر العملة في الأسواق المحلية وانعكاساتها على كلفة الإيجار والرواتب وأجور المحاضرين وغيرها من الاحتياجات الدراسية , فإنها يجب أن تقتصر أولا على طلبة المرحلة الأولى وعند بداية التسجيل حصرا , ومن ثم تتصاعد بعدها تدريجيا إلى بقية المراحل عاما بعد آخر .. حتى يكون الطالب وذووه أحرارا بالتسجيل أم لا , وبحسب إمكاناتهم حتى لا ينعكس سلبا على حياتهم المعاشية وقدرتهم على تسديد الأقساط في مواعيدها .. وإذا ما أصرت هذه الكليات على شمول جميع الطلبة وبكافة مراحلهم الدراسية برغم العقود المبرمة بين الطرفين عند التسجيل , فسيضطر معظم ذوي الدخول المحدودة إلى ترك مقاعدهم الدراسية وحرمانهم من تحقيق طموحاتهم , أو قد يلجاؤا مضطرين إلى مكاتب الصيرفة – الربوية – للحصول على قروض بفوائد غير منصفة – فيزداد الطين بله - ..
ولا بد من التساؤل هنا .. لماذا لم تتدخل وزارة التعليم العالي والمنظمات الطلابية والجهات المعنية الأخرى لإلزام الكليات والجامعات الأهلية المعنية باحترام العقود المبرمة مع الطلبة عند بداية التسجيل ؟؟
ولا بد أيضا من طرح السؤال أمام الجهات القانونية المعنية , هل يحق لهذه الجامعات شمول الطلبة الذين اجتازوا المرحلة الأولى وحتى السنة الأخيرة من الدراسة بهذه الزيادات الطارئة ومعاملتهم أسوة بالمتقدمين لأول مرة وبحجة ( ما حيلة المضطر إلا ركوبها ) ..
فهل من الإنصاف أن يحرم الطلبة من ذوي الدخول المحدودة الذين وصلوا إلى مراحلهم الدراسية المتقدمة ولا قدرة لهم على توفير الزيادة المفروضة من مواصلة الدراسة في ضوء العقد المتفق عليها عند بداية التسجيل ؟؟
أما إذا كان لا بد من لجوء بعض الكليات إلى اتخاذ هذه الإجراءلت المحبطة ولمبررات قد تكون ملزمة , فإن عليها أن تقسط الأجور على طلبة هذه المراحل إلى ثلاثة أو أربعة أقساط سنوية في الأقل , ليتمكنوا من تدبيرها حتى إكمال دراستهم .. ( وهذا أضعف الإيمان ) ..